هل كتاب ابن سيرين فى الأحلام صادق 100% ؟
محمد بن سيرين كان مع الحسن البصرى أكبر زعماء التابعين فى البصرة و العراق. وكلاهما من الموالى ، ولكن شهرتهما بالعلم رفعت قدرهما .
وبينما اشتهر الحسن البصرى بالزهد و المعارضة العلنية و السلمية للحجاج بن يوسف الوالى السفاح للأمويين فى العراق فان محمد بن سيرين اشتهر بتافسير الأحلام و الابتعاد عن التحرش بالسلطة الأموية. وتوفى ابن سيرين و الحسن البصرى فى عام 110 هجرية
وعاشت سيرة ابن سيرين بعد موته مرتبطة بما نسبوه له من تفسير للرؤى والاحلام ، ولقد نسبوا له كتابا فى تفسير الأحلام ، وشكك فى نسبة الكتاب له كثير من المحققين.
والواقع أن عصر ابن سيرين لم يعرف التدوين ، وقد كانت الحركة العلمية فيه قاصرة على الرواية الشفهية ومجالس القصاص وتناول موضوعات عامة فى القرآن و الشعر و الأدب و السيرة النبوية وأخبار السابقين والحكم و المواعظ ، ثم ما لبث أن تبلورت الى بدايات لما عرف فيما بعد بالتفسير و الحديث و الملاحم و المغازى وعلم الكلام أو الفلسفة وعلوم اللغة والأدب.
ولكن لم يحدث أن تطور علم لتفسير الأحلام مع ان الخوض فيه كان معاصرا لتلك البدايات العلمية الشفهية التى ما لبث ان تبلورت و تم تدوينها فى العصر العباسى .
ظل ما يعرف بتفسير الأحلام قاصرا على ما تمت نسبته الى ابن سيرين ، مع تأكيده باحاديث موضوعه من هنا وهناك ، ولكن دون دراسة موضوعية للأحلام فى القرآن الكريم ، أو حتى دراسة منهجية كما حدث فى أوربا فى العصر الحديث ، وكتاب فرويد أبرز ما كتب فى مجال تفسير الأحلام من وجهة نظر نفسية فرويدية.
يبقى ان نقول طبقا لرؤية قرآنية ان تفسير الأحلام من البشر العاديين مجرد اجتهاد يخطئ و يصيب ، ولكنه كان حقا وصدقا فى حق النبى يوسف عليه السلام الذى منّ الله تعالى عليه بأن علّمه تأويل الأحاديث أى الأحلام ، وكانت تلك الأحلام تنبىء عن المستقبل ، أى تتحدث عن غيب لا يعلمه الا عالم الغيب جل وعلا. وذلك ما جاء فى مواضع متفرقة فى قصة يوسف فى سورة يوسف .
محبكم
اسيرالصمت